لنرَ الجمال
للكاتب السعودي : سليمان الباهلي
تعد كلمة الجمال معقدة وغير محدودة، فالجمال هو قيمة مرتبطة بالغريزة والعاطفة والشعور الإيجابي، ويعطي معنى للأشياء الحيوية، ليس له وحدة قياس فكل إنسان يراه بشكل مختلف مثل: الصحة والسعادة والحب والطبيعة والفن.
يعرف الجمال على أنه إرضاء العين عند رؤية شيء ما، ويكمن الجمال حولنا في كل شيء، فهو نوع من الفن يوقظ الدهشة والمشاعر وأعمق أحاسيس الإنسانية داخلنا، وينقسم إلى نوعين هما الجمال الداخلي والجمال الخارجي، أما الجمال الداخلي المعنوي فهو ما يعتقده الشخص عن نفسه، فعندما يكون واثقاً بنفسه يزيد جماله الداخلي، أما إذا كان غير واثق بنفسه يقل جماله، ويعد هذا الجمال المعنوي ذا معنى أعمق من الجمال المادي وتعدده أكبر فهو يحمل في معانيه معان سامية مثل الأخلاق والقيم والصدق وكثير من الأشياء الأخرى وديمومته أكبر من الجمال المادي البحث، كما يعد الجمال المعنوي مطلقاً، حيث لا يمكن إنكاره بما يتوافق مع الفطرة الإنسانية الحميدة، ولكن رؤيته من زوايا أخرى يجعله يدخل في نطاق النسبية والآراء طبقاً للأفكار.
وأما الجمال الخارجي المادي: فهو الجمال الحسي المدرك بحواس الإنسان من جمال في الطبيعة أو البشر أو الأشياء الأخرى التي يمكن رؤيتها والتحقق منها مادياً. وفي تناسق الأشياء وتنظيمها. كما يعدها بعض الفلاسفة من أشكال الجمال المادي. والجمال المادي نسبي، فما يراه البعض جميلاً قد يراه البعض الآخر قبيحاً وهكذا، لذلك لا يعد الجمال المادي مطلقاً. كما يمكن أن يفنى مع تقادم الزمن، وأحياناً يرتبط بالجمال المعنوي.
الجمال يفسر الأشياء وتوازنها وانسجامها مع الطبيعة، ويعتمد على تجارب الانجذاب والعاطفة في عمق الوعي الحسي، ومن تجربة صامتة إيجابية.
الجمال حولنا متعدد، ولا يخفى أن مقدار الجمال يختلف من شخص لآخر. فربما نرى أشياء جميلة بينما لا يراها غيرنا كذلك ؟! كما أنه ربما تحيط بنا أشياء جميلة لكننا لم نتنبه إليها بينما تنبه إليها غيرنا لأننا في النهاية مختلفون في تقييم الجمال ولكل منا نظرة مغايرة. هنا أدعوك لتكون جميلاً محباً للجمال. فالقبح لا يستحق أن تهدر وقتك في البحث عنه، إنها حياتك فلا تهدرها بالسلبية، وكما يقول الطبيب والمحلل النفسي سيغموند فرويد: "الجمال يولد بأشكال عديدة، فقط غير زاويتك وستراه في كل مكان.
حاول أن تلامس جمال الأشياء من حولك. تأملها كألوان الطبيعة. رائحة البحر المشي على الشاطئ، ولا تكن غافلاً عنها، كقراءة كتاب كسماع القرآن وملامسته لقلبك بطمأنينة وراحة.
جد الجمال بالأمور المرهقة كعملك، واجباتك. مارسها بجمال تكن أجمل.. ابتكره إن لم تجده يقول جبران خليل: "عندما تصل إلى جوهر الحياة ستحس الجمال في كل شيء ..
حولنا كثير من الجمال الذي يستحق انتباهنا لا تدع يومك يخلو من الجمال فكل الأمور من حولك تحمل جمالاً، لكل لحظة من حياتك جمال فلا تدع جمالها يمر من دون أن تدركه، وتذكر أن الله جميل يحب الجمال فتجمل، وكل هذا الجمال هو من صنع الله البديع سبحانه.