كتاب «اقفز» للمؤلف والكوميدي الشهير ستيف هارفي يقدم رحلة ملهمة مليئة بالتحديات والصعوبات، لكنه يعكس في جوهره معنى الإصرار والإيمان بالذات لتحقيق الأحلام.
يحكي ستيف عن موقفٍ كان نقطة البداية لحياته المهنية، عندما كان طفلًا في المدرسة، طلبت المعلمة من الطلاب أن يكتبوا عن أحلامهم المستقبلية. كتب ستيف: "أريد أن أظهر على شاشة التلفزيون".
لكن حلمه قوبل بالسخرية من أصدقائه، وتوبيخ قاسٍ من معلمته، التي قالت له: "كيف تريد أن تظهر على التلفاز وأنت تتلعثم بالكلام؟!".
عاد ستيف إلى المنزل محطمًا، ليواجه توبيخًا آخر من والدته التي اعتبرت كلامه عارًا على العائلة. إلا أن والده كان عكس الجميع؛ آمن به وقال له بحنان: "يمكنك أن تحقق حلمك، أنت شخص مميز".
كلمات والده كانت بمثابة طوق نجاة له، وزرعت في داخله بذرة الأمل.
فشل متكرر ولكن إصرار مستمر
عندما كبر، واجه ستيف الكثير من الفشل. فصل من الجامعة بسبب غيابه المتكرر، وجرب العديد من الوظائف، لكنه لم يجد نفسه في أي منها. كان حلمه الوحيد أن يكون كوميديًّا يظهر على التلفزيون.
خلال هذه الرحلة الصعبة، كتب النكات وألقاها على الناس، وأحيانًا كان يبيع نكاته مقابل مبلغ زهيد. إلى أن لاحظته إحدى منتِجات المسرح، ودعته لتقديم عرض. كانت هذه لحظة فارقة؛ حيث وقف أمام الجمهور الذي تفاعل معه بالضحك والتصفيق.
رغم ذلك، لم تكن حياته سهلة. قضى سبع سنوات ينام في سيارته، يتنقل من مدينة إلى أخرى بحثًا عن فرصة، يتعرض للإحراج والرفض والفشل، لكنه لم يتوقف. كان ستيف يؤمن أن الله منحه موهبة، وأن عليه السعي حتى النهاية.
تحقيق الحلم
أخيرًا، بعد سنوات طويلة من التعب والجهد، جاءت الفرصة التي غيَّرت حياته. أصبح ستيف هارفي واحدًا من أشهر مقدمي البرامج الكوميدية والتلفزيونية في العالم. لم ينسَ ستيف معلمته القديمة، فكان يرسل لها في كل سنة جهاز تلفزيون جديدًا، ومعه رسالة: "افتحي التلفزيون وانظري".
الرسالة المستفادة
كتاب «اقفز» يعلمنا أن تحقيق الأحلام يتطلب جرأة "القفز" نحو المجهول، وترك منطقة الراحة.
آمن بنفسك وبقدراتك، حتى عندما يشكك الآخرون فيك.
واجه الفشل ولا تستسلم، فالطريق إلى النجاح مليء بالعثرات.
توكل على الله واعمل بجد، فالإصرار هو مفتاح الوصول.
قصة ستيف هارفي ليست مجرد نجاح فردي، بل درس لكل شخص يطمح لتغيير حياته: اقفز، وواجه التحديات، فالأحلام تستحق المغامرة.